تكامل المعاهد والهيئات المهنية

يمثل الطموح إحدى الصفات المهمة  التي ينبغي لأصحاب الهمم العالية من الناس أن يتسموا بها : إذ يعد حافزا  لهم في سبيل وصولهم  الى النجاح الذي يسعون إليه في حياتهم ، ويبذلون في سبيله الغالي والنفيس ، وهو ما يجعلهم يتطلعون دائما الى تحقيق أهداف جديدة ترضي ذلك الطموح في نفوسهم .

وقديما قال الشاعر :

إذا غامرت في شرف مروم

فلا تقنع  بما دون النجوم

ولاشك أن الشهادات المهنية تحقق للحاصل عليها القفزات المهنية التي يطمح إليها ،بالإضافة الى المعرفة التي يحتاجها في حياته العملية 

فهي تعد من أهم وسائل التطوير المهني  التي يكتسب  منها مهارات و معارف جديدة. ، كذلك فإنها تساعده على الحصول على فرص وظيفية أفضل  ، وهذا ما يعرفه  كل من مر بتجارب ناجحة مماثلة.

يضاف الى ذلك كونها تحفزه  للمضي  قدما للحصول على تأهيل مهني آخر : نتيجة شعوره بالثقة في الذات ، بسبب ما أصبح يمتلكه من معرفة , ولإدراكه بإرتفاع قيمته المهنية.

وتتعدد الشهادات المهنية وتتنوع تخصصاتها ، وفي المقابل تتنوع اشتراطاتها ومتطلباتها وعادة ما يتطلب اجتيازها إجراء اختبارات محددة لمعرفة المام المتقدم بالمعارف المطلوبة .

إلا أن هناك إشكالية في هذه الاختبارات تتمثل في التشابه فيما بينها , ومن ثم سيتكرر الجهد الذي يبذله المقدم لإثبات اكتسابه للمعرفة المطلوبه ، وهو الامر الذي أدركته الهيئات والمعاهد والجمعيات المهنية : مما جعلها تعمد إلى منح إعفاءات عن بعض الاختبارات للحاصلين على بعض المؤهلات التي تتشابه في محتواها ، بعد التأكد من شمول هذه الاختبارات للمعارف المطلوبة . ولذلك قامت الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين بإعفاء الحاصلين على بعض الشهادات المهنية من دخول إختباري المحاسبة والمراجعة واستبدلتهما باختبار مادة المعايير لما تراه من إمتلاك الحاصلين على تلك الزمالات من معرفة لاحاجة للتحقق منها مرة أخرى .

 ولاشك أن المعهد الدولي للمراجعين الداخليين بوصفه إحدى  المنظمات المسؤولة عن منح واحدة من أكثر الشهادات المهنية أهمية وشهرة وهي  زمالة المراجعين الداخليين الدولية  ،يضع نصب عينية أهمية التكامل والتعاون بين الجمعيات المهنية والتي من أبرز مظاهرها عدم حاجة المعهد للتحقق من مدى معرفة المتقدم بعدد من المواضيع التي تشملها اختبارات مهنية أخرى معتمدة.

فهل  نرى  مبادرة على هذا النحو من المعهد تمنح الحاصلين على بعض الشهادات المهنية إعفاء بشكل أو بآخر؟

حدث ذلك سابقا مع بعض الشهادات المهنية فتم إعفاء الحاصلين عليها من اختبار أحد الأجزاء ، ونرجو أن يحدث لاحقا بإعفاء أكثر تحفيزا

لو تحقق ذلك فإننا نطمح الى تحقيق شراكات استراتيجية بين الجمعيات والهيئات المهنية من جهة ، وبين المعهد الدولي للمراجعين الداخليين من جهة أخرى ، لتعزيز التعاون  المشترك فيما بينها في جميع الجوانب للنهوض  بالمهن المترابطة ومنها الاعترافات المتبادلة  .

نرجو أن نرى ذلك قريبا…

أ. خالد العضيبي.